HIBAOUI المدير العام
عدد المساهمات : 674 نقاط : 1977 تاريخ التسجيل : 15/01/2010 العمر : 36 الموقع : adrar
| موضوع: الدولة .. ماهيتها و نشأتها الأربعاء 17 فبراير - 9:41 | |
| ماهية الدولة : في الواقع فإن مصطلح الدولة معناه الحديث لم يكن موجودا على عهد اليونان أو الرومان . ويمكن القول أن هذا المصطلح كما يستعمل في الوقت الراهن هو حديث نسبيا مكيافيللي أول من أدخل مصطلح الدولة في علم السياسة ، كما ظهر في كتابة الأمير ، حيث اعتبر أن كل القوى التي كانت لديها سلطة على جميع الأفراد في علم السياسة هي دولا سواء كانت ملكية أو جمهورية . و في الوقت الراهن يحاول علم السياسة البحث عن تحليل الدولة تحليلا علميا ليس كمفهوم مجرد و إنما باعتبارها حقيقة واقعة . و في نفس الوقت يحاول دراستها بأسلوب موضوعي و بروح الشك العلمي بعيدا عن التعصب الأيديولوجي . و لقد تعددت تعريفات الدولة في هذا المجال فتتفق تعريفات " فوشيه وديفو" على أن عناصر الدولة تتمثل في مجموعة من الأفراد و الإقليم و السلطة التي يخضعون لها و لها مهام متعددة من أهمها خدمة الصالح العام لهؤلاء الأفراد . و يسير كل من " كابلان و لازويل " في نفس هذا الاتجاه حيث يعرفان الدولة على أنها جماعة إقليمية ذات سيادة . و يعرفها " ماكيفر بيج " على أنها تتميز عن كافة التنظيمات أو الروابط الأخرى بتمتعها بحق استخدام القوة العليا و القهر . و يعرفها كل من بطرس غالي و خيري عيسى بأنها جماعة من الأفراد يقيمون بصفة دائمة في إقليم معين و تسيطر عليهم هيئة منظمة استقر الناس على تسميتها بالحكومة . و بالرغم من تعدد التعريفات إلا أنها تسير في اتجاهين : الأول يعرف الدولة تعريفا واسعا في ضوء الوظائف و الأغراض و الطاعة . الثاني يعرفها في ضوء تحديد العناصر الضرورية اللازمة لقيام الدولة ، و يتفق أصحاب هذا الاتجاه على أن عناصر السكان و الإقليم و الحكومة و السيادة تمثل المقومات الرئيسية للدولة . إلا انه يجب التفرقة بين الدولة و المجتمع ، الدولة و الشعب ، الدولة و الأمة ، الدولة و الحكومة . 1- الدولة و المجتمع : إن الباحث في علم السياسة يجب عليه التفرقة بين الدولة و المجتمع . فالإنسان كائن اجتماعي يعتمد على مجموعة متداخلة من الجماعات و الروابط التي ينتمي إليها . و المجتمع مركب من العلاقات الاجتماعية تشكلت و نمت من خلال تلك الروابط و الجماعات ، و تتحد العلاقات الاجتماعية بما يمكن تسميته بالوعي المتبادل . و المجتمع يشمل هذه العلاقات الكلية . من الناحية الزمنية فإن المجتمع سابق على تكوين الدولة ، فلقد عاش الناس في المجتمع البدائي و هو أحد أشكال المجتمع و لم يكن عندئذ قد ظهر شكل الدولة رسميا . و من الناحية الوظيفية تقوم الدولة بفرض الإطار القانوني و غرضها الرئيس الحفاظ على النظام العام . أم المجتمع فينجز وظائف متعددة لاستمرار الحياة الاجتماعية . و من الناحية البنائية فهما مختلفان أيضا ، حيث ينتمي أفراد المجتمع إلى كيان تنظيمي واحد من الناحية الرسمية هو الدولة . بينما ينتمون إلى العديد من الكيانات غير الرسمية مثل الأسرة ... و من ناحية أسلوب العمل ، فبينما تعتمد الدولة على أسلوب الإلزام يعتمد المجتمع على أساليب الإقناع و العمل التطوعي و الاختياري . 2- الشعب و الدولة : إن الشعب مجموعة من السكان يعيشون مستقرين على أرض معينة و تربطهم يبعضهم البعض صلات روحية حلت محل روابط الأسرة و القبيلة و غيرها من روابط الدم . ويؤدي كل فرد في الجماعة المذكورة و الشعب عملا مفيدا . و أهم السمات المميزة للشعب روح واحدة تقوم على الماضي و الحاضر و ميراث الجماعة و ذكرياتها و معتقداتها و أفكارها و مشاعرها و إحساساتها المشتركة . 3- الأمة و الدولة : إن الأمة جماعة متماسكة وفق نظامها الاجتماعي و هي بلا أرض مهينة لها . وهي جماعة من الناس تربط بينهم روابط وحدة العرق و اللغة و الدين الخ ، و تجمعهم مشاعر واحدة تطورت عبر الزمان . في حين أن الدولة لا تعدو أن تكون أكثر من وحدة سياسية قانونية .فلأمة أكثرا تعقيدا و تركيبا من الدولة . كما أن الأمة ليس لها تنظيم قانوني ، على خلاف الدولة التي تمثل أعلى المجتمعات السياسية و أكثرها تعقيدا و كمالا . 4 الدولة و الحكومة : - إن قوة الدولة أساسية و أولية ، بينما سلطة الحكومة مشتقة و مفوضة من قبل الدولة .فالحكومة هي أحد مقومات الدولة . - إن الدولة تشمل تجمعا من السكان داخلها ، بينما تشمل الحكومة جزء من المكان فقط . - إن الحكومات تأتي و تذهب و يمكن أن تتغير ، إلا أن الدولة إذا انتهت فإنها تنتهي إلى الأبد . و لا تتأثر الدولة بتغير الحكومات . ب- مقومات الدولة : اتضح مما سبق أن مقومات الدولة تتحدد في أربع عناصر أساسية هي السكان ، الإقليم ، الحكومة ، السيادة . و نتناول فيما يلي هذه العناصر المتفاعلة : 1- السكان : الدولة كيان إنساني و بالتالي فإن السكان يمثلون العنصر الظاهر لها . و قد اختلفت آراء الكتاب السياسيين حول حجم سكان الدولة ، فلقد وضع كل من أرسطو ، وروسو حدودا على عدد السكان ، فعلى سبيل المثال حدد روسو عدد السكان بعشرة ألاف ، بينما يرى أرسطو انه ينبغي أن يكون عدد السكان كافيا لإدارة الحكم الذاتي و ممارسة الحكم عليهم في الوقت نفسه . لكن الدول الحديثة تتجه إلى الأعداد الكبيرة لأنها تمثل نصدر قوة عسكرية لها ن رغم أن هناك من يرى أن القوة العسكرية ترتبط بالتقدم التكنولوجي في الوقت الراهن أكثر من حجم السكان . و في الوقت نفسه تثير قضية حجم السكان تساؤلات حول مقدار الموارد المتنافس عليها في المجتمع . و من ناحية أخرى يثير تركيب السكان التساؤل التالي : هل يجب أن يكون للدولة مجموعة من السكان المتجانسين في اللغة و الدين و ... الخ ؟ و التجانس يؤكد على الاتفاق حول السياسة و التي تمثل أحد العوامل المؤثرة في الحكومة . أما السكان غير المتجانسين فيتكونون من جماعات قومية متباينة من المفترض أن تقف عقبة أمام تنمية الاتفاق السياسي . 2- الإقليم : يتطلب القانون أن يكون الإقليم المحدد شرطا من شروط الدولة . يرى البعض أن صغر حجم إقليم الدولة يؤدي إلى ازدهار الديمقراطية و قيام علاقات وطيدة بين الحكام و المحكومين ، كما يدعم ذلك روح الوحدة و الاندماج في المجتمع ، لكن هذا الرأي يفقد قيمته أمام تقدم وسائل الاتصال و التي قربت الكثير من المسافات المتباعدة . و خلاصة القول أنه لا توجد قاعدة محددة حول حجم إقليم الدولة . كما يجب أن ينظر إلى الإقليم في علاقته بحجم السكان في الدولة ، وعدم التوازن بين هذين العنصرين يؤدي إلى انعدام التوازن البنائي في المجتمع . 3- الحكومة : وهي أهم مؤسسات النظام السياسي تنصب وظيفتها الرئيسة على تصميم السياسة العامة و الإشراف على تنفيذها . و تظهر الحكومة في المؤسسات الحاكمة و يكون لهذه المؤسسات وجود كامل أو وجود جزئي في ثلاثة فروع أو سلطات أو وظائف داخل النظام السياسي و هي : السلطة التنفيذية و هو الفرع المسئول عن اقتراح و تنفيذ السياسة العامة و تشمل رئيس الحكومة أو رئيس الوزراء و المعاونون الرئيسيون و الوزراء و القيادات و البيروقراطية .
| |
|