HIBAOUI المدير العام
عدد المساهمات : 674 نقاط : 1977 تاريخ التسجيل : 15/01/2010 العمر : 36 الموقع : adrar
| موضوع: تاريخ توات الجمعة 5 فبراير - 18:01 | |
| لقد كان من فضل الله ومنه على هذه المنطقة التواتية عامة ان خصها بالكثير مما شكلت به صرحاَ بارزاَ وطودا شامخاً في سماء التاريخ العالمي على مر العصور لتحاكي في ذالك عماد العواصم تاريخية كبرى عالمية اسلامية وعربية من جهة ولتكون بينهما نفطة التقاء وتواصل من جهة اخرى
تعريف بتوات :
اختلف المؤرخون في تسمية توات اختلافهم في كل شئ وفي هذا المقام سوف أذكر روايات تتعلق بتحديد ماهية التسمية . فأول هاته الروايات هو ما ذكره الشيخ عبدالرحمان السعدي الذي قال في كتابه تاريخ السودان ان سلطان مالي كنكان موسى كان ذاهبا الى الحج برفقة جماعة كبيرة من اهل بلده فلما وصلوا هاته الديار اصيب البعض منهم بمرض معروف عندهم باسم توات فانتظرهم السلطان ومن معه علهم يشفون بسرعة من مرضهم لكن ابطأ بهم المرض وصار الحال الى ما لا يرضون فتركهم السلطان في هاته الارض وسار بمن معه . هؤلاء الذين بقوا وجدوا هاته الارض مخضرة وذات بساتين وواحات فمكثوا بهاواستقروا وصاروا يسمونها بالمرض الذي اصيبوابه وهو توات .
اما الرواية الثانية التي نسوقها في هذا النطاق فهي رواية المؤرخ الكبير والقاضي الفقيه صاحب المواهب و المكارم سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق بن البكري فهو يرى في كتابه درة الاقلام في اخبار المغرب بعد الاسلام ان سبب تسميتها بهذا الاسم يعود لعهد الدولة الموحدية فملوك هاته الدولة ما عرفوا هاته الارض الا بكونها منطقة مليئة بالخيرات فدأبوا على اخذ ما فيها من أتوات ومن يومها غلب عليها الوصف فصار اهلها يعرفون بأهل الاتوات فحذف المضاف ماقيم المضاف اليه مكانه . قال ابن مالك في الفيته: وما يلي المضاف ياتي خلفا عنه في الاعراب اذا ما حذف ثم سقطت اداة التعريف فاصبحت توات .
وهناك رواية اخرى لسيدي مولاي احمد الادريسي الطاهري رأى فيه ان تسمية توات هي من مواتتها وصلاحية ارضها للعباد . وبالجملة فأننا اذ ننظر لهاته الاراء نرى رأي الشيخ ذا علة ونقص فاذ لايعقل ان تبقى ارض صالحة للعيش كثيرة خيراتها بلا تسمية حتى يفد عليها هؤلاء الاغراب فيسموها بتسمية امراضهم . اما الرأي الثاني والثالث :فقد تعامل صاحباه مع التسمية على انها كلمة عربية قحة وقد بحثنافي كتب اللغة ووجدنا اشتقاقاتهم سليمة وفصيحة خلافا لمن يدعى البربرية ويزعمها فهي اراء مفندة وباطلة فاذن لايستقيم ان نترك رأيا يأخذ اللفظ بالتوضيح والتبيان الى راي يتركه في الغموض والاشكال . *وصف اقليم توات من قبل بعض المؤرخين : لقد جاء ذكر توات على ألسنة الكثير من المؤرخين ولأهميتها البالغة جعلوا لها سطورا في كتبهم ورحلاتهم فقد ذكرها الرحالة الكبير ابن بطوطة حين قال : (وقصدت السفر الى توات ورفعت زاد سبعين ليلة اذ لا يوجد الطعام بين تكدا وتوات ،،،،،،،)
ومن بين المؤرخين الذين ذكروا توات كذلك المؤرخ الكبير والعالم العلامة ابن خلدون فقد قال عنها : (وفواكه بلادالسودان تاتي من توات وتيكوارين.....)
فكان من بينهم العلامة المؤرخ ابو سالم العياشي الذي قال عنها : (ودخلنا اول عمالة توات وهي قرى تسابيت وزرنا بأول قرية منها قبرالولي الصالح سيدي محمد بن الصالح المعروف بعريان الراس .....)
وذكرها من علماء توات الرحالة سيد لحسن و الشيخ سيدي عبد الكريم الحاجب بن سيدي محمدالصالح بن الشيخ سيد البكري عندما قال :(توات هي الصحراء بها قصور متعددة أخدت من المشرق إلى المغرب ءاخرها من جانب الشرق تبلكوزة،فتميمون وشروين،وتمنطيط وواد الحناء،وتشمل على قصور ذا ت نخيل واشجار )
ووصفها القاضي الفاضل والمؤرخ الكبير سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق : (توات هي صحراء في اعلى المغرب ذات نخيل واشجار وعيون بينها وبين سجلماسة 13عشر يوما .....وعدد قصورها في القرن الحادي عشر مئتا قصر اوسطهما بودة وتيمي وتمنطيط .)
ووصفها سيدي مولاي احمد الادريسي الطاهري في كتابة نسيم النفحات بقوله: ( توات ارض ذات سباخ كثيرة الرمال والرياح لايحيط جبال ولا اشجار شديدة الحرارة المفرطة لايكاد ينبت فيها الا النخيل وبعض الاشجار القليلة لفرط حرارتها .........).
*الموقع الاقليمي لتوات :
عندالرجوع الى تحديد منطقة توات اقليميا نجد الخلاف يتسع فالكثير من المؤرخين الدارسين للمنطقة استشكل عليهم امرها و تحديدها فذهب بعضهم الى جعلها من المنطقة تبلكوزة بداية ومنتهى امرها بفقارة الزوا وفي هذا لتحديد ندخل منطقة تيديكلت تيكورارين وفي نفس الوقت نرى تحديدا اخرذكره العلامة الرحالة محمد بن احمد القيسي السراج فقد ازال منطقة تيديكلت وجعل رقان اخر نقطة له من جهة الجنوب وبالتالي فتوات من الناحية الجغرافية بدية حدودها من قصر عريان الراس بتسابيت شمالا الى زاوية الرقاني جنوبا . وبهذا فحيد توات من الناحيةالشمالية العرق الكبير منطقة تيكورارين وكذا وادي الساورة وعرق الراوي ومن الناحية الغربية وادي سعود ومن الناحية الجنوبية الغربية عرق شاس ومن الناحية الشرقية هضبة تيدمايت ومنطقة تيديكلت . ومن الناحية الجنوبية الشرقية سبخة مكرغان وتنزروفت .
ونجد توات بين خطي طول 1 درجة شرقاً و 3 درجات غرباً وبين دائرتي عرض 20 درجة الى 30 درجة شمالاً *توات قبيل الفتح الاسلامي : من خلال الدراسة والتتبع يتضح ان منطقة توات لم يعن اي مؤرخ بدراسة امرها وحالها قبل الدخول الاسلامي اليها باستثناء ماكتبه العالم الفذ والقاضي العادل سيد محمد بن عبد الكريم التمنطيطي البكري فقد ذكر في كتاباته انها كانت تحت سيطرة حاكم سبيطلة وافريقية البطريك جريجوريوس الذي اعلن انفصاله عن ملك روما وجعل المنطقة تابعة اليه وذلك بقصد توسعة ما بيده . وكانت توات في عهد تدين بالنصرانية شريعة ومنهاجا وسلوكا وحضارة.
*دخول الاسلام اليها : بعد أن وصلت جيوش المسلمين الى المغرب ودخول لإسلام اليه على يد الصحابي الجليل عقبة بن نافع الفهري سنة 46هـ -666م وبعد مدة من الزمن وبفضل الدعاة والتجار وصل الاسلام الى توات واعتنقه اهلها الا انهم سرعان ما نفضوه من قلوبهم وعادوا الى النصرانية من جديد فقد ذكر الشيخ عبد الرحمان الجيلالي في كتابه تاريخ الجزائر العام ان عقبة بن نافع قال :ان افريقية اذا دخلها الامام تحوموا بالاسلام فاذا خرج منها رجع من كان اسلام وارتد الى الكفر ولكن عاد اهل توات الى الاسلام بعد هزيمة الكاهنة دهنا بنت نابتت بن تيفان والتي كانت تقود قبائل البربر على يد القائد الاسلامي حسان بن النعمان في عهد عبد المالك بن مروان سنة :82هـ-701م . واعتنقت توات الاسلام قلب وقالبا فعكف الناس على حفظ كتاب الله عز وجل ونشطت بها حركة العلم والفقه وازدانت بزواياها وعلمائها وعم فيها الخير والفضل . واقدم مسجد بتوات هو ذاك المسجد الموجود بقصر تيلوت بمدينة العلم والعلماء تمنطيط ويحمل محرابه بتاريخ 106هـ-725م .
*التركيبة البشرية للمجتمع التواتي :
نذكر منهاالبعض على سبيل المثال والتبيين فنقول :البربر ،العرب،اليهود . *البربر : يرى المؤرخ سيدي محمد بن عبد الكريم ان البربر دخلوا توات قبل دخول الاسلام بسنوات طويلة واستقروا بها والحجة في ذلك ان اغلب تسميات القصور التواتية جاءت بلغتهم الزناتية مع ان عدد كبير منهم دخل بعد سقوط دولة الزناتة بالمغرب فحينها علت شوكتهم واستبدوا بالامر . *العرب : كان وصول العرب الى توات بقصد نشر الاسلام وتعاليم الديانة وممارسة للتجارة فاستقروا بتوات فكان اولهم دخولا عرب المعقل ثم تلتها قبائل اخرى كقبيلة الكنتة في ق7هـ وكان استقرارهم بزاوية كنتة وبعدهم قبيلة اولاد علي بن موسى القرشية والتي كان نزولها بتمنطيط وقذ ذكرهم محمد الطيب بن عبد الرحمان بقوله :هم من اكابر الناس دلت على ذلك حالتهم وسيرتهم فهم اهل سنة ومروءة ورياسة . *اليهود : يرجع وجود اليهود بتوات الى قرون بعيدة فنزلوا بتمنطيط وتيطاف وتخفيف وتاسفاوت غير ان شوكتهم علت تمنطيط فزكت امولهم بها وسيطروا على التجارة والاسواق فقد ذكر المؤرخ محمد الطيب انه كان بتمنطيط وحدها ما يفوق 360سائغا يهودياً يبيعون ويشترون في الذهب والفضة فضلا عن غيره اغراض واعراض . ونظرا لاسوداد قلوبهم وخبث افكارهم بدؤا يدبرون للأمة السوء والاذى مع ان المسلمين امنوهم على تجارتهم واموالهم حتى صار في بعض الازمنة ان كان اغلبية التجار يضعون على رأس قوافلهم يهوديا لكنهم خانوا الامانة واقتفوا بذلك اثار اجدادهم وابائهم وقد ذكر سيدي محمد بن عبد الكريم انه لما انكسرت دولة الزناتة بالمغرب فروا هاربين ونزلوا توات ثم لما اشتدت عضدهم طالبوا اليهود بالاسلام او الجزية او الجلاء فأسلم اولاد نسلام واولاد داوود واولاد يحى .واحتمى هؤلاء اليهود ببعض القبائل التي كانت تمنع عنهم ظلم بعض البربر الذين طلبوا منهم الدخول في الاسلام اودفع الجزية او مغادرة المنطقة وكانوا يقدمون لهاته القبيلة وغيرها هدايا مقابل رد الظلم عنهم واعتبرت هذه الهدايا في مقابل الجزية . | |
|