مرثية سيدي مولاي الحاج للعلامة سيدي عبد العزيز سيدي عمر

لَكَ
الْحَمْــــدُ مَوْلَانـــَا بِسِرٍّ وَجَهْــرَةٍ

عَلَــى مَا
أَصَابَنَــا بِفَقْدِ ذِي خُلَّـــةِ
***
بِلَيْلِ يَــــوْمِ الإِثْنينِ ثَامِــنِ شَهْرِنَـــا

وَذاكَ رَبِيعُ
الثَّاني مِن عـَامِ تِسعـــةٍ
***
وَأربعمِائَــــــــةٍ
وعِشريـــــنَ قبلــــهَا

وَأَلْفٍ مِن
هِجرةِ النَّبي ذي الشفاعةِ
***
إِمَامِ الهُدى شمسُ
البـِـــلادِ بِأُفقهـَـا

وحامِـــلُ رَايَــةِ
العـُـلُـــومِ بِهِـــمّةِ
***
فَـــــــقاَم بــها
مـــدرِّسا ومعلّـــــمــــا

بِكامـِـــلِ أُسلُوب
ٍوَأَشهـَـــى عِبارةِ
***
يُمِدُّ الفُروُعَ
بِـــــالأَدلّــــةِ جَاهـِــــداً

وَمُجتهِداً
لِغَايــــــــةٍ ذاتَ رُتبَــــةِ
***
وَشَارَكَ أَصحَـــــاب
َالفُنُون في جُلّـهَا

بِعزمٍ وَحــــزمٍ
صادقـــــاً في الإرادةِ
لَهُ الباعُ في
الفِقــــهِ الطَّويل ومثلــــهُ


عُلـــومُ
الـميراثِ فهْـو فيها ذو قوةِ
***
وَفي النّحو ِوالتصريفِ
كَعبُهُ قد عـــلاَ

كَذا في أُصولِ
الدِّينِ يسموا لذروةِ
***
وأما علــــومُ
العقــــلِ فيهــا تمكَّــنَا

ومنها اكتسى بِِكسوةٍ
ذاتِ بهجةِ
***
وَعلمُ الحَديــث نـــال فيـــه مكانـةً

وإسنــادُهُ
لــــهُ اعتــــمادٌ بصحــةِ
***
وأمـــا كتـــََابُ
الله فهْـــو غِــــذاؤُهُ

بِحفظٍ وتَحصـــيلٍ
لـــه بــــالدِّرايةِ
***
وَإنّ عُلومَ السّير قد غـــاص بحـــرَها

وأخــرجَ
دُرَّهـــا بـأرفـــعِ قيــــمةِ
***
وَباقي فُنــون العلـــمٍِ فهْــو مــشاركٌ

لِأَربابـها كــما
سَمِعـتَ في قولــتي
***
وقــَام لنصــر الحــقِّ يسطــوا بسيفهِ

ويدفــــعُ
غَوْثـــاءَ السُّيولِ الخَبيثةِ
***
وردَّ دعـَـاوي
الـــمُبطِلــين وزيغَـــهُم

بِأقـــوى براهــينٍ
وأوثـــقِ حُجَّــةِ
***
وقطَّع لُسْــنَ
المَارِقينَ عن الهـُــدى

ورغَّم أَنــــفهـــم
بحَــــدِّ الأدلَّــــة ِ
***
وإنَّه عن وجهِ
الشَّريعـــةِ قـــد جـلاَ

ظلامــاً بــه بــدت
بــأحسنِ صُورةِ
***
وأوضح َسُبْلَ الحقِّ
بالقولِ والفعـلِ

ومـــــهَّّـــدهـَا
للـسَّالكِــين بنيــَّـةِ
***
فَطَـوْراً بِتدريـــسٍ وطَـــوراً بتأليــفٍ

وطـَــــورا بهِمـَّــة
وصالــحِ دعـــوةِ
أَ***
يــَـا مــَـوْلَانـَـا
عبـــدُ العزيز وحِبَّنَـــا

جُوزَيْـتَ عنَّا
خَـيراً بــأعظمِ مِنَّــــةِ
***
وأُنـــزِلــتَ
قبـــراً مِن ريَّـاض جِنَانهِ

وأَسكَنَكَ
الفِردَوسَ دَارَ الأَحِـــبَّة ِ
***
لقد قُمتَ فِيــــنَا
داعــيًّا ومُبـَـيِّــنـَــــــا

لِأحكامِ دِيــــــنِ
الله دُون تعـــنُّتِ
***
فَأوضحْتَ مُشكَـــلاً
وحَــــلَلْتَ مُقفَلاَ

وفَتـــحْتَ
مُغـــلقاً بنـــفسٍ سَنِيـَّـةِ
***
وهذَّبتَ ناقصاً وطرَّزتَ كــَـامـِــــــلاَ

وألَّفتَ في
شَتَّى الفُنونِ بجــَــودَةِ
***
وقد عِشتَ عَصرَكَ
الجَميلَ مهَذَّبـــــَا

مُحَلَّى بِتقوى
الله في كُلّ حــَـالةِ
***
وعَاش بِأخـــــلاقٍ
كِــــرامٍ جَميـــلةٍ

بِزُهدٍ وحِلمٍ
واصطـِــــــبارٍ وعِفََّـــةٍ
***
وجُودٍ كأَمطَــــارٍ
يُشـــابِه أَصـــلَـــهُ

خَليفَتَنَا عُثمانَ
صَاحــــبَ وَصلـــةِ
***
له في عَواقِــبِ
الأُمُـــورِ بــَــصيـــرةٌ

ورأيٌّ مُصيبٌ فِي
القضايـَـا الحَديثــةِ
***
وَسَاعٍ بإِصلاحٍ
بِــــــفَهــــمٍ وحِكمــــةٍ

ويُدنِي قَصِيَّنَا
بِحُسنِ لــَــــطــــافةِ
***
وحَاصلُ ما أقـــولُ
إنــَّــكَ سيـِّـــــدٌ

وخلَّفتَ أَنجُــمًا
سَادَتْ بِمهــديـَّــةِ
***
بِمــدرسةٍ لــَـــه
مُخلَّــــدةٍ سـَـــمَتْ

لِتحصيلِ طَـــالبٍ
عُلــــومَ الشَّريعةِ
***
فَبـــــَـارِكْ
فِيهــــمْ وَوفـِّــقْ رأْيــهُم ْ

وعظِّم أجْرهم
بهـَـــذِي المُصِيــبةِ
***
وَعـــمَّ جَميــعــهمْ
وأهــلَ بِلادِهـــمْ

والأَصـــهارِ
وابـنَيْ شَيْخِهِ بالسِّرايةِ
***
وأبنــــاءَ عمِّـــهِ
وأَحــبَابـِـهِ طُــــرًّا

ومَن هُو سَاعٍ
فيهِــــم بـِـالـــــمودَّةِ
ِ***
بجَاهِ النَّبي
المُصطفَى خَيـرِ خلـــقـِه

وءَالِه والأَصحابِ
أَهــــلِ الوِلاَيـــةِ
***
بِعدِّ كَمَالــِــــهِ
ومـَــــــا قـََــال قائـِــلٌ

لكَ الحَمْــدُ
مـَولاَنا بـــسرّ وجَهرةِ