[size=21]بعد أن قصفت البوارج الحربية للسونلغاز قريتي الهادئة ، وأدخلتها في ظلام دامس ... خرجت بعيداً أطلب ُ
نسيم الليل العليل ،وقبل أن أهمَّ بالعودة للدار تحت نور هاتفي النقال فاجأني عدواً يُهاجم منطقتي كل صيف..
لدغتني عقرب ، ليتبين فيما بعد إنه ذكر جاء يسعى ،فضربني دفاعاً عن النفس ( أنا لم أراه أصلاً).
بعد الواقعة أجتمع حولي الجيران ، ليصبح كل واحد منهم طبيب شعبي ، تكلموا عن النعناع وعن مبيد
الحشرات ، وعن السلاخة و... أشياء كثيرة ، ولكن أنتهى بي الأمر على سرير بمستشفى ديار زاوية كنتة
وليس دارفور،كما ورد خطأ في العنوان.
بعد ان قام الطاقم الطبي الساهر بالواجب بدأت أتنقل بين عالم النوم و(الوعيان) وكم كنت سعيداً حينما
أخبروني بشروق الشمس لأن الليل كان طويلاً جداً. خرجت في الصباح لأرى الحياة في المس ـ تش ـ فى
،التي كانت تعج بالمرضى ،طفل صغير ينام على كرسي كالطرطوار.. سيدات أعمارهن من كل الأطوار،كل
الوجوه شاحبة ،طاقم إستشفائي لا تُفارقه الأبتسامة رغم قلة الأمكانيات الطبية التي يعيشها المستشفى ـ
المعجزة ـ الذي يشرف على علاج 3 بلديات بطبيب واحد ، الممرضون لم أسمع منهم سوى كلمة : أصبر ،
صحّ ،أنتظر... سيدة في منتصف عمرها (جميلة) تدق باب غرفة التضميد يسألها من بالداخل : الحقنة !؟
،ترد بالنفي فيقول لها روحي ضبّري السبالادرا ،تتسل على خجل ، فكرت في مساعدها لأن الموقف كان مؤثراً
لكن ...؟ شُبا ن ٌفي عمر الزهور يطوفون بالمستشفى ( مابيهم والو) عرفت فيما بعد باللي جاو يخرجوبطاقات
تُحدد زمرتهم الدموية ،كرسي متحرك واحد فقط يملكه المستشفى ،لذلك الممرضون مضطرون أن ينزلوا من
عليه ، ويرمونه في أي مكان بعد أن يصل أمام قاعة الطبيب الوحيد ،لأدخال مريض آخر ربما حالته أسوء.
حزن على كل الوجوه،وجباه تنضح عرقاً ،وبين الفينة والأخرى تأتي سيارة الحماية المدنية تنقل مريض آخر
والغالب تكون لسعته الحرارة أو العقرب .
فاللهم أهدي مسؤولي هذا الشعب الصبور ، ليشعروا بمعاناته ويتم بناء مستشفى آخر كما وعده السي بركات
من قبل في زيارة غابرة لا عابرة .
أسأل الله لكم اللطف والعافية حتى لا تصلوا للسبيطار حتى ولو كان سبيطار دار زاوية كنتة ولا سبيطاردارفور
[/size]